--------------------------------------------------------------------------------
..::: صمت البراااكين :::...
حينما ألتزم الصمت و أذكرك
تتحطم في أعماقي مسافات الشوقِ
أرتقي لرؤية عنيدة
تحتمي في آفاقٍ بعيدة
أصبح قيثارة تداعب بحنانها الوقت
وأصابعا تعزف في جسد الوقت أغاني
أطير عبر شعب عينيك المرجانية
لأصطاد من سماءها لؤلؤاً من دمعك أجمعه منثورَ
أغرد في حنايا نبرتي باحثاً عن معزوفةٍ يترنم بها صوتي
تذوب دروب الوصل في يديا
لتعيد لطرقات أنفاسك لون الحرية
حينما ألتزم الصمت و أذكرك
أتحرر من تكوين غريزتي
أصبح في وداعة الطفل نمرودَ
وفي تمرد الذكرى جد مقنع
تلك هي شاعريتي متى أحببتك
وتلك هي أناملي متى ارتسمت على شفاه السطور
تاركةً في نظرتها دلال البسمة
حينما ألتزم الصمت و أذكرك
أتحلل من معتقداتي المتطرفة
أغدو في رياض يديك أكثر تديناً
أخلد في سرير فؤادك كل مساء
وأصبو إلى محراب حنانك متى أشرقت الشمس في محياك
أدرك أن العالم لم يعد ينتمي لجسدي
فمن المستحيل الإحساس بالبدر إن كان موطنه التأمل
ومن المستحيل تعليق الحلم على ابتسامةٍ نصطنعها
حينما ألتزم الصمت و أذكرك
أعيش زمن قيصر الماضي
أصبح فرعون الزمن الحاضرِ
أتعذر بالنسيم لأحضنك معه
و أفر من ساحات الأرق لأحتمي في عينيك
أفتتن بتلك الدمعة فوق ثغر أهدابك
أحضنها دون أن ألمسها
أداعبها دون التعرض لجسدها
أعيش كل الأمل من خلال حتفي هناك
وأموت من شروق الشوق في عصبية المزاج
حينما ألتزم الصمت و أذكرك
تضجع أسماك حسنك قريباً من محيط شوقي
تستلهم بأصابعها لوحة المحيط الخافته
بكل ما يتغلغل في كيانها من مشاعر
وبكل ما يستنشقه نبضها من حنان
أراقب في مرايا آمالي مروجاً
تعبث بحرير تواجدك في غريزة عاطفتي
أعتزل منصب ملوك العشق
لأصطف مع الأمراء في بلاط ملكك
حينما ألتزم الصمت و أذكرك
أتحدث إلى قلبك بلغةٍ تعشقها أناملي
وأطيرُ من ثمرة شفتيك إلى عنقود أحضانك
أهزأ من الظروف في مكحلة الزمن
وأسرق من الغمام سطور كتاباتي
أندهش من حسر حروفي في السماء
وتشتيت حلمي في أبعد كوكبٍ بعينيك
أتألم حتى أستطيع احتلال برواز آمالك
حتى أتعطر من عطر الشوق في زئبقية الحنين
حتى تسهر بلابل أناملك على جسد أوراقي
حينما ألتزم الصمت و أذكرك
أعود لكل القصص القديمة و الحكايا
يصبح خدك تفاحةً من زمن فله و الأقزام السبعة
وتصبح خطوط يدي مرايا من ألف ليلة وليلة
تنبهر القوافي من حِرَفِ كفوفي
فتارةً صياداً في سماء حسنك أطير
وتارةً غواصاً في آفاق الدلال التي تزينك
أخطو خطواتي الأولى صوب الخلود
لأعتلي عرش الممكن من شَعْبِ الأمل ورعايا الاجتهاد
حينما ألتزم الصمت و أذكرك
تمطر ملامحي بهجةً لتعانق ملامحك باعتزاز
تفوح من بين مسامات عشقي
رائحة العود ، و الورد ، و الفل
تنام في بريق عيني براءة نظرتك
وتكحل أهدابي هدوء طبعك الرومانسي
أشتهي الموت في أحضانك ألف مرة
أشتهي اللجوء إلى غدير ابتسامتك ألف مرة
أشتهي تضميد غاياتي من إيماني الشديد بك
فليس هناك ما يمنعني من الشعور بالحب
وليس هناك ما يمنعني من حبك فوق الحياة